وأشهد أن لا إله إلا الله
مسألة: التعبير بـ (أشهد) دون (أقر) أو (أعترف) أو ما أشبه ذلك، نظراً لأن (الشهادة) و(الشهود) هو أعلى مراحل الإدراك، ووجوده تعالى ووحدانيته من الوجدانيات والفطريات، فهو معلومة للإنسان بأجلى أنحاء المعرفة، وكذلك فيما هو بمنزلة ذلك(1).
وكلمة التوحيد(2) مركبة من عقد سلب وعقد إيجاب، فنفي الباطل والغير أولاً، ثم إثبات الحق المحض المطلق.
هذا ونفى الشريك يستلزم ـ لدى الدقة ـ نفى الجزء أيضاً(3) إضافة إلى أن التركيز على نفي الشريك لأنه الشائع في المعتقدات دون قسيمه(4).
ثم إن وجوب الإيمان بالله تعالى فطري وعقلي، وما ورد من إيجاب ذلك إرشاد وإلفات.
وإن منكر وجوده تعالى كافر، فإن كان معتقداً به سبحانه فيما سبق ثم أنكر
كان مرتداً، والمرتد فطري وملي، والبحث في ذلك كله موكول إلى مظانه(5).
والحكمة في ذكر ذلك كله ـ من: أصول الدين ولواحقها والفروع وشطر وافر من الأخلاقيات ـ في خطبتها (عليها السلام)، هي: التعليم والتزكية والتأكيد والتركيز والتذكير وإتمام الحجة.
فإن بأمثال هذه الخطبة منها ومن أبيها وبعلها وبنيها (عليهم صلوات المصلين) أثاروا عن الناس دفائن العقول(6) وعلموهم وزكوهم(7).
وبأمثالها تركزت هذه المباني وثبتت وترسخت رغم كل الطوارئ والموانع والتشكيكات والشبهات.
وبأمثالها تمت الحجة على الناس
لئلا يكون للناس على الله حجة)(
.
وقد يكون لذلك أيضاً ما نجد من الشارع المقدس حيث قد سن واجبات ومستحبات تمتد بامتداد حياة الإنسان كلها، من الولادة حتى الوفاة(9) بل من قبلهما ومن بعدهما أيضاً(10) وهي تتضمن الحديث عن الأصول والفروع والأخلاقيات وشبه ذلك.
فلذلك نجدها عليها السلام تحدثت عن ذلك كله في خطبتها، تزكيةً وتعليماً وتذكيراً وإتماماً للحجة، ويتضمن ذلك أيضاً بعد الأسو