استحباب الابتداء بالشهادة
مسألة: يستحب تضمين بداية الخطبة أو الكلام ـ بل والعمل أيضاً ـ بالشهادة لله بالوحدانية.
فإن الابتداء في كـل خطبـة وكـل كلام وكل عمل ـ تجارة كـان أم زراعـة أم
سفراً أم غير ذلك ـ بالشهادة، سواء كان بنفس لفظ الشهادة أم بغيرها، مثل أن يقول: (لا إله إلا الله) مستحب وموجـــب للمباركية ونزول الخيرات الإلهية وتوجه العنايات الربانية، وفي الحديث
فإن ذكر الله سبحانه حـــسن على كل حال فلا تـــسأم مــن ذكـــر الله)(21) فتشمله الإطلاقات ودليل الأسوة.
ويمتاز ابتداء الكلام بالعناية الأكثر، إذ هو من أجلى المصاديق.
وكذلك الأمر في آخر الكلام أو العمل، في كثير من الأحيان، كما ورد: (فإن من كان آخر كلامه لا إله لله إلا الله دخل الجنة)(22).
وقال (عليه السلام): (كفارات المجالس أن تقول عند قيامك سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين)(23).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب تب علي واغفر لي)(24).
صبغة الله
مسألة: يستحب (تطعيم) و(ملأ) كافة جوانب الحياة ببيان الأمور الإعتقادية، وتحويل ذلك إلى سنة شاملة بحيث تتحول إلى جزء لايتجزأ من حيـاة الناس، في المسجد والمدرسة والمعمل والمتجر والبيت وغيرها، فذكر وبيان وكتابة القضايا الإعتقادية ينبغي أن يملأ الخطب والكتب والصحف وحتى الجدران عبر لوحات صغيرة تتضمن كلمات منتخبة تذكر بأصول العقائد.
ولذلك نرى الصديقة الطاهرة (عليها السلام) تتطرق بدءً ووسطاً وختماً لتلك القضايا العقائدية، ونرى آل البيت (عليهم السلام) والعلماء الأبرار من بعد قد أدخلوها حتى في خطبة عقد النكاح: (الحمد لله الذي أحل العقد والنكاح وحرم الزنا والسفاح، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته سادات أهل الخير والفلاح…).
فإن هنالك مرحلتين:
الأولى: أن يملأ الإنسان ذهنه وضميره بكلمة التوحيد ـ لفظاً ومضموناً ـ ونظائرها من الأمور الإعتقادية، وأن يطفح ذلك على لسانه دوماً بينه وبين نفسه، قال تعالى: (الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم)(25).
الثانية: مرحلة تعامل الإنسان مع الآخرين في هذا البعد: عبر بيان ذلك للناس قولاً وكتابة وغيرذلك، بحيث يصبح مظهر المجتمع مظهراً لكلمات التوحيد والشهادة بها وبالنبوة وما أشبه ذلك.
ويشير إلى هذا بأوفى بيان إعجازي، قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)(26) فاللازم أن تتحول الشهادتان بل الشهادات الثلاث ونظائرها إلى (صبغة) عامة للمجتمع وشاملة لشتى ميادين الحياة.